إدارة صندوق المعونة :"افهموا أننا لا نقدّم رواتبَ ولا بدلَ مازوت"

أنتبه, فتح في نافذة جديدة. صيغة PDFطباعةأرسل لصديقك

إدارة صندوق المعونة :"افهموا أننا لا نقدّم رواتبَ ولا بدلَ مازوت"

شذى المداد - خاص (داماس بوست) : من يراقبُ حجم التوافد الجماهيري كل يوم أمام أبواب وزارة الشؤون والعمل، سيعرف ماذا يريد مواطننا السوري في هذه اللحظة، سيعرف أنه لا يريد أكثر من بدل رفع الدعم عن المازوت، أنه المطلب الجماهيري الأكثر إلحاحاً.
إنما على كلّ مواطن يسعى لتحصيل دعم من نوع ما، لاسيما الدعم النقدي، عليه أن يعرف: "الحكومة لا ولن تمنح أحداً رواتب أو تعويض بطالة أو بدل مازوت على الأقل حتى نهاية العام الحالي".
ما سبق ليس "تصريحاً" من مصدر حكومي مطّلع أو رفيع المستوى، بقدر ما هو فلسفة جديدة توضحها عفراء سليمان المسئولة في صندوق المعونة الاجتماعية، مالئ الدنيا وشاغل الناس.
وعلى ما يبدو المسألة أبسط بكثير مما يتصّور المواطن الذي يتوقع أن يحصل بتاريخ 13/2 القادم على معونة نقدية أو راتب بطالة أو بدل مازوت (كما يسميه الشارع).
المسألة ببساطة، كما تشير إليها سليمان، أنّ الحكومة لم تعد تدعم أحداً بعد الآن، وأنّ المعونة الاجتماعية (أو ما يسمى الدعم) سيذهب فعلاًَ لمستحقيه، ومستحقيه ـ على حدّ قولها ـ هم الأسر السورية الأكثر احتياجاً والأكثر فقراً فقط، والوزارة اليوم هي الجهة التي تحدد الأسر المستحقة لإعانة نقدية لن تتعدى مبلغ الثلاثة آلاف ليرة كل أربعة أشهر، وحددتم بما يقرب الـ(415)ألف أسرة.
تريد سليمان من الشارع السوري أن يعي نقطة مهمة غابت عن أذهانه طيلة السنة الفائتة، وترى أنّ وسائل الإعلام فشلت في إيضاحها للناس، والدليل هذا التوافد اليومي على وزارة الشؤون، النقطة تتلخص في أنّ صندوق المعونة الاجتماعية مشروع يستهدف الفئات السورية التي لا يتوفر بين أيديها الاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب وملبس، أي أنهم ـ كأصحاب مشروع وإدارة صندوق ـ لن يعيلوا كل السوريين ولا نصفهم ولا ربعهم حتى، بحسب ما تبين لنا مسئولة الصندوق.
" بحصة تسند جرةّ" وفق هذا المنطق تستند فلسفة المشروع، بمعنى آخر، هم كإدارة يريدون منح مبلغ نقدي للأسر الأشد أشد فقراً، كي لا يكون هناك في سوريا من لا يأكل ولا يشرب، فقط هذا الهدف، فلماذا يعوّل كل الشعب على مبلغ إجمالي لا تجاوز العشرة مليارات ليرة سورية (كمخصصات صندوق في العام 2011) تتساءل سليمان باستغراب؟؟
لا ندري السبب الحقيقي وراء طغيان الكم الهائل من الإشاعات حيال آلية عمل الصندوق لدرجة يعتقد فيها بعض المواطنين، ممن يرتدون بزة نظيفة ذات ياقة بيضاء، أنه سيمنحون في شباط الحالي راتب بطالة يقّدر بخمسة آلاف ليرة؟؟ الأمر الذي بات يثير سخرية العاملين في صندوق المعونة الاجتماعية بالقول: "جاءنا مواطنين يريدون أن ندفع لهم أجرة منزل، وآخر يريد تعويضاً عن المازوت وآخر عن عمل".
تبرر سليمان ما يحدث بأنّ غالبية السوريين يعتقدون أنفسهم مستحقي دعم، لتضيف:"هكذا اعتادوا أن تفعل الحكومة لهم، أن تدعمهم في كل شيء، الخبز والمازوت والكهرباء، أما اليوم فالوضع تغيّر وليس دورنا تقديم دعم وإنما إعانة، ولا ندّعي أننا نقضي على الفقر في سوريا".
في حين يرى آخرون أنّ سبب التجمهر أمام الوزارة وأمام مراكز المسح الاجتماعي التي افتتحت مطلع العام الماضي، أنّ ذلك تزامن مع ملف المازوت ودعمه الذي شكل هاجس السوريون الوحيد على مدار سنوات مضت.
غير أنهم ـ كمواطنين ـ خذلوا، وليس لأنّ مسؤول حكومي صرّح في أروقة خاصة أنّ الحديث اليوم يدور حول سبل تحسين المعيشة وليس عن دعم المازوت، بل لأنّ إدارة صندوق المعونة الاجتماعية ـ التي تتوقع ازدحاماً كثيفاً على مراكز توزيع المعونة النقدية(مراكز البريد) حيث ستسلم الدفعة الأولى مطلع الأسبوع القادم وستستمر لمدة ثلاثة أشهر تماماً ـ تقول لهم:"يا جماعة، المعونة الاجتماعية مجرد برنامج واحد من مجموعة برامج تستهدف إعانة الأسر الفقيرة التي قضت شتاءها بتناول الشاي والخبز".
وتضيف سليمان في سياق شرحها لآلية عمل الصندوق: "واجهنا ألف سؤال حيال من حدد المستحقين من غير المستحقين، نقول الإجابة بوضوح: "اتبعنا مسحاً اجتماعياً يعتمد على 103مؤشر لقياس مستوى المعيشة استخلصت النتائج بطريقة حاسوبية مؤتمتة علمية ولم نتدخل بمجرياتها، ومن لا يعجبه عملنا فنص مرسوم إحداث الصندوق أعطى حقّ الاعتراض!!".
إذن، نحن إزاء واقع جديد برمته، بحسب مسؤولة صندوق المعونة، واقعاً لن نجد فيه دعماً يذهب لغير مستحقيه، هذا بالمقام الأول، ولن نرى بالمقابل حكومة ترعى ملايين السوريين.


February 1st, 2011 - 08:59 PM