زهور كمالي - بادية الونوس - تشرين
ليس من الأمر السهل أن نلتقي أو حتى نتكلم عبر الهاتف مع عدد من مرضى
الايدز لحساسية هذا المرض أولاً وللمعاناة التي يعانيها أصحابه ثانياً
نفسياً واجتماعياً وصحياً.......!!
لانه من المعروف ان التعامل مع هؤلاء يكون بمنتهى السرية بين الطبيب
المعالج والمريض ذاته... لذلك مع الأطباء المشرفين على العلاج استطعنا
اجراء هذين اللقائين عبر الهاتف بالتعاون والتنسيق مع الدكتور ممدوح نسلي
رئيس مركز مكافحة الايدز والدكتور محمود كريم مدير الأمراض البيئية
والمزمنة في وزارة الصحة.
ضحية رفاق السوء
لم يكن الشاب /ن ـ و/ يعرف المصير الذي ينتظره... فقد كانت أحلامه كبيرة
بالدراسة خارج القطر وآمال أهله أكبر بالرجوع بالشهادة المأمول بها...
إلا انه الذي حدث عكس ما تشتهيه السفن...
يقول الشاب حول كيفية اصابته بفيروس الايدز...
ذهبت الى بولونيا بقصد الدراسة وتعرفت على احدى الصديقات ونشأت علاقة
بيننا وحدث ما حدث ان نقلت لي هذا الفيروس اللعين ويضيف الشاب بحرقة من
ذهب عمره ومستقبله... أنا من أسرة محافظة ولكن الذي حدث أردت أن أقلد
الشباب المنفتحين في حياتهم وعلاقاتهم فما المانع مثلي ـ مثلهم ان يكون
لي حياة خاصة وصديقات الى ان تعرفت على احداهن... وكانت الطامة
الكبرى....
لتبدأ بعدها رحلة العذاب والمعاناة.... لقد ذهب عمري.... مستقبلي... حلمي
.... كله في لحظة طيش شباب...!
ويتابع.. لايمكن لمخلوق ان يعرف تفاصيل التفاصيل للحالة النفسية التي
مررت بها... كنت محطماً تماماً... والصدمة كانت قوية على أهلي...
وعن تعامل المركز وكيفية تجاوز الحالة قال: التعاون كان كبيراً من قبل
الاطباء ولهم دور كبير في التخفيف من حالتي والتعامل سري جداً ولا يعرف
أحد اذا كنت مريضاً أولا فالمركز لا يسأل اساساً عن الاسم أو الهوية
فالتعامل يكون عن طريق رمز معين وأنا بشكل شهري اذهب من أجل الدواء وبشكل
مجاني...
ماذا تنصح الشباب...؟...
لشدة ما عانيته لا أتمنى ولا لأي كائن أن يشرب من الكأس الذي شربت منه...
وأدعو الجميع ان يتحلوا بالقيم الدينية والاخلاق الحميدة لأن الحصانة
الدينية هي وحدها التي تجعل الشخص قوياً ـ متماسكاً وانا أسلم بقدري هذا
وأحاول ان أكفر عن ذنبي.... فكما يقال كلكم خطاؤون وخيركم التوابون...
فتوى دينية بعدم غسل ميت الايدز
المريض ش ع قال لـ «تشرين» عن كيفية اصابته بعدوى الايدز: أجريت لي عملية
جراحية خارج البلد وبعد العملية فوجئت أني مصاب بفيروس الايدز لتبدأ
مرحلة المعاناة... فأنا ليس لدي أية حركات من البيت الى الشغل ومن الشغل
الى البيت ومن أثر هذه العملية انتقل الى الفيروس وصار لي ثلاث سنوات من
العلاج..... فأنا الآن عاجز...
والأكثر قسوة من المرض الذي أعانيه هو أني أصبحت منبوذاً من قبل أهلي
الذين يعرفون بحالتي... فمثلاً اذا ما أردت اجراء لقاء معي... يقولون لي
هل تريد أن تفضحنا... ويضيف...
في إحدى المرات أصبت بإسهال شديد ولجأت الى أحد المشافي الخاصة بحالة
اسعاف ووضعوا لي السيروم... وعندما اخبرتهم زوجتي ان معي الايدز سحبوا
السيروم بسرعة واخرجوني من المشفى من دون أن تجري لي الاسعافات الأولية
لأنهم يخافون على سمعة المشفى بالنهاية الهدف تجاري وليس انسانياً كما
يدّعون.....
واضاف.... ايضاً الشيء الآخر الذي يقتلني مرات ومرات ما سمعته مؤخراً من
فتوى لأحد رجال الدين على شاشة احدى الفضائيات (بحكم متابعتي لما ينشر
ويقال عن هذا المرض) والفتوى تقول بعدم غسيل ميت الايدز أو الصلاة
عليه... ألسنا كبقية الناس... ذنبنا أننا أصبنا بهذا المرض وهذا قدرنا...
لماذا نحاكم ونقتل في كل دقيقة من المجتمع أو الأهل ومن رجال الدين
وغيرهم..
وعن كيفية التعامل من قبل المركز
قال: التعامل جيد والدكتور ممدوح رئيس المركز انساني جداً... وأنا بحكم
عاجز... زوجتي تذهب كل شهر لتأتي بالدواء المخصص بشكل مجاني وأمارس حياتي
بشكل طبيعي...
وأخيراً انصح الجميع بالتحلي بالقيم الدينية والاخلاق الحميدة هي وحدها
التي تحمينا.
الإيدز مرض يسببه فيروس يدخل الى الجسم من شخص مصاب الى آخر سليم فيدمر
جهازه المناعي ويجعله عرضة للاصابة بأمراض كثيرة تؤدي به الى الموت ولا
يزال هذا الفيروس أخطر مرض معد يواجه منظمة الصحة العالمية على الرغم من
التقدم الذي تم إحرازه في تحسين اسلوب التعامل مع المرض على مدى عشر
سنوات وتشير الاحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية الى أن أكثر من
/8600/ شخص مصاب يومياً بفيروس
Hiv
ويموت أكثر من /5700/ شخص أغلبهم بسبب عدم الحصول على سبل الوقاية
والعلاج وخدمات الرعاية. كما أشارت منظمة مكافحة الايدز التابعة للأمم
المتحدة أن 33 مليون شخص في العالم مصابون بفيروس الأيدز يموت منهم
مليونان كل عام، هذه الأرقام جعلت زعماء العالم يتوسعون بنشاط في برامج
الوقاية التي تهدف الى الحد من السلوكيات التي تنطوي عليها مخاطر ممارسة
الجنس بشكل غير آمن وتعاطي المخدرات، وحسب قول الخبراء إن مئات التجارب
الأكلينيكية أظهرت أن تغيير السلوكيات فعالة جداً في الوقاية من الاصابة
بالفيروس لكن لا تكفي للحد من انتشار المرض كما أن البرامج التي ثبت
نجاحها تتضمن الجمع بين عدة اساليب مثل الاستشارات الفردية والبرامج التي
تضم مجموعات صغيرة والنوعية العامة.
إذا تتبعنا الواقع الحالي لبلدنا سورية من خلال الأرقام الاحصائية ومدى
انتشار هذا المرض بالنسبة لدول العالم الأخرى نجد أن سورية من أكثر بلدان
العالم أماناً لانخفاض نسبة انتشار المرض فيها اذ لا يزال عدد الاصابات
في حدوده الدنيا حيث يصل مجموع الحالات المكتشفة حتى نهاية 2007 الى 279
حالة فقط هذا ما أكده القائمون على العمل في هذا المجال من خلال تقصينا
وحصولنا على عدد الاصابات والاحصائيات الموجودة في المراكز المتخصصة
والبرنامج الوطني لمكافحة الإيدز وبداية كان لنا لقاء مع د . محمود كريم
مدير الأمراض البيئية والمزمنة في وزارة الصحة قال:
إن أول إصابة ظهرت وتم تسجيلها في الولايات المتحدة عام 1981 كذلك سجلت
حالات أخرى في أوروبا وأمريكا وصلت الى /372/ حالة وفي سورية تم اكتشاف
أول حالة عام 1987 ومباشرة تم إحداث برنامج وطني للإيدز والبدء باجراء
التحاليل المخبرية للمرض والمعروف بنقص المناعة البشري المكتسب وينتقل من
خلال ممارسة سلوكيات معينة إذ يؤثر على جهاز المناعة وتصبح العوامل
الممرضة كالطفيليات والجراثيم والفيروسات أنشط وأقوى مع أنها تكون
أنواعاً غير ممرضة في العادة ومتعايشة مع الجسم البشري لكنها بسبب ضعف
الجهاز المناعي لايستطع الجسم مقاومتها وبالتالي تظهر علامات المرض وتبدو
واضحة على الشخص المصاب.
أعراض عامة
وحول الأعراض التي تظهر على الشخص قال د. كريم:
إن من أهم أعراض الإيدز وهذا مالاحظناه لدى المرضى الموجودين في سورية
خلال العشرين عاماً هي نقص الوزن الواضح وارتفاع حرارة ليلي لمدة أكثر من
شهر وتعرق واسهال وسعال مع قشع وأحياناً تظهر أنواع من السرطانات وضخامة
في العقد اللمفاوية أو الفطور وهذه تظهر لدى الشباب وتصل الى المري أو
تنتشر على سطح الجسم أو على شكل ما يسمى بالعامية تقبيلة السخونة بعد
حالة الرشح والكريب حول الانف والفم واذا كان شكلها طبيعياً تختفي خلال
عشرة أيام وحتى دون معالجة أما في حالة المرض هذا تأخذ شكلاً غير وصفي
وتنتشر بشكل أكبر ولفترة طويلة وتصل الى الأعضاء التناسلية ولدى المرأة
تحدث اضطرابات دورة طمثية وضخامة في الكبد والطحال واضطرابات دموية
والتهاب رئة، ويحدث نوع من الفطور لدى الاشخاص المنهكين مناعياً وليس
بالضرورة أن تظهر هذه الأغراض المذكورة مجتمعة مع بعضها إنما قد يظهر
بعضها فقط.
حضانته طويلة
وأشار الدكتور كريم الى أن الفيروس ينتقل أيضاً الى الجملة العصبية ويحدث
أوراماً وأمراضاً مميزة مثل الخرف عند الشباب بالاضافة الى وهن عام، وهذه
الأعراض السابقة الذكر قد تظهر لدى مريض الحمى المالطية على سبيل المثال
وأمراض أخرى لكن التحليل المخبري يحدد نوع المرض. وما يميز مرض الإيدز هو
دور حضانته الطويلة حيث تستمر لمدة 5 ـ 10 سنوات دون علاج وخلالها يبدو
المريض شخصاً طبيعياً في شكله الى أن ينهار جهازه المناعي وخلال سنة أو
أكثر يتوفى المريض، هذا ما كان يحدث سابقاً أما الآن أصبح لدينا علاجات
متطورة وموجودة عالمياً تزيد من فترة الحضانة لعمر أطول لكن لا يوجد علاج
شاف تماماً إنما بدأت التجارب تعطي مؤشرات هامة على بداية اكتشاف علاج
شاف من المرض نهائياً لكنه قيد الدراسة والتجربة.
المرض سلوكي
وأضاف مدير البرنامج قائلاً: لا يوجد أيضاً لقاح لمرض الأيدز وهذا يؤكد
أننا نتعامل مع مرض سلوكي أي أن اللقاح الخاص بالمرض هو لقاح خاص
بسلوكيتنا ونحن قادرون على حماية أنفسنا منه بأخلاقنا الحميدة والالتزام
بقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا فهذه أكثر الطرق وقاية من هذا المرض. ويعتبر
العلاج الموجود في سورية من أحدث العلاجات عالمياً وتبلغ تكلفته أكثر من
500 دولار شهرياً لكل مريض ويوزع مجاناً، ومريض الإيدز بالنسبة لنا كأي
مريض آخر بحاجة الى عناية ورعاية طبية وصحية واجتماعية ونفسية وحتى
اقتصادية أحياناً ومن حقه أن لا يعرف أحد عن مرضه وهذا ما يتم فعلاً
وبسرية تامة فلا تشهير ولاتجريح طالما يلتزم بالأدبيات والقوانين العامة.
عقوبات قانونية
وقال مدير البرنامج: إن القانون رقم /7/ لعام 2007 المتضمن قانون الأمراض
السارية والوقاية منها وكل من يحاول نقل العدوى الى الآخرين توجد عقوبات
يتضمنها القانون خاصة بذلك ومن خلال تعاملنا مع مرض الأيدز نشأت بيننا
علاقات ودية وسرية ونتواصل معهم وتتم استشارتنا ببعض الأمور التي ينوون
القيام بها لتلقي الارشادات والنصح ما أمكن وأكد د. كريم أنه بإمكان أي
شخص الاطمئنان على وضعه بإجراء الاختبار في أي مركز من مراكز المحافظات
في القطر ومجاناً مع تلقي المعلومات والارشادات التوعوية والتثقيفية حول
المرض وطرق انتقاله.
وبدوره أيضاً أشار د.كريم في ختام حديثه حول بعض المغالطات التي عرضها
مسلسل الخط الأحمر على الرغم من تحاوره مع مخرج ومؤلف المسلسل لأنه أعطى
صورة سلبية عن الواقع الحالي في بعض مراحله وكان الرد بأن الهدف هو
التعريف بالمرض وطرق انتقاله لتوعية الشباب ومختلف الشرائح الاجتماعية
ففي سورية لا يوجد لدينا مريض عدائي أو مريض وصل الى مرحلة الانتحار
والكلام لـ د.كريم طالما أنه يتابع علاجه بشكل منتظم ونذكر على سبيل
المثال، مريضاً مصاباً منذ 15 سنة وهو بصحة جيدة ويقوم بعمله ويمارس
حياته الطبيعية دون أن يعلم أحد بمرضه.
في مركز المشورة والاختبار الطوعي التابع للمركز التخصصي لتشخيص الأمراض
المعدية كان لنا لقاء مع الدكتورة رنا عيازرة رئيسة المركز وحدثتنا
قائلة:
يتم لقاء المشورة بين المستفيد ومقدم المشروع والغاية من المشورة هي
إقناع المستفيد بتغيير سلوك معين ويتردد إلينا كل من لديه سلوكيات ويعتقد
أنه أصابته العدوى بمرض الإيدز ومن أكثر الفئات التي تراجع المركز هي فئة
الشباب بين 20 ـ 40 سنة و نسبة 99% فهم نتيجة علاقات متعددة فتقوم بتقديم
المعلومة الصحيحة وشرح كيفية انتقال المرض وتحليل اختبار المرض وماذا
يعني إيجابي وسلبي، ونترك له الخيار في إجراء الفحص دون طلب اسمه
والاكتفاء باعطاء أي اسم مستعار أو حتى رمز معين حتى لا نسبب له أي إحراج
والسرية التامة في التعامل مع أي مراجع أو مريض هي الأساس في تعاملنا وما
يدل على ذلك إبراز الهوية الشخصية طوعاً منه بعد كسب ثقتنا.
200 مراجع بعد مسلسل الخط الأحمر
وذكرت رئيسة المركز أنه خلال الشهر الحالي بلغ عدد المراجعين أكثر من 200
شخص بعد عرض مسلسل الخط الأحمر منوهة الى الأخطاء والفكرة الخاطئة التي
أعطاها هذا المسلسل مع جزئه الأول حاجز الصمت والمغاير للواقع الحالي
بشكل كلي إذ لا يوجد أبداً مركز خاص يقيم فيه المريض أو يحجز عليه إنما
يوجد لدينا فقط مركز للمراجعة والفحص والاختبار والمريض يتلقى علاجه
والدواء اللازم كل شهر مرة ثم يعود ويمارس حياته بشكلها الطبيعي، وحول
ظهور علامات المرض كالندبات على الوجه والفم فهذه لا تظهر إلا بعد سنوات
من 5 ـ 6 سنوات بعد المرض والاصابة به ما وهذا أيضاً من الأخطاء التي
عرضها المسلسل فقط تظهر أمراض التهابية مثل الفطور والتهاب الرئة وتصبح
مزمنة لدى المريض بفعل ضعف الجهاز المناعي وأغلب أحداث المسلسل أساءت إلى
عملنا وأدت الى تخويف الشخص من مراجعة المركز المخصص للأيدز
5 من أصل 1700
وقالت د. عيازرة إذا كان المريض غير سوري فيتم ترحيله الى بلده وهذا يتم
حسب اتفاقية دولية وبروتوكولات بين البلدين وإذا كان المصاب عازباً قد لا
يعلم بمرضه أحد حتى المقربين باعتبار أن فترة حضانة المرض طويلة وفي حال
كان المريض متزوجاً ولديه أطفال نطلب منه إحضار زوجته وأولاده لإجراء
الاختبار لهم للاطمئنان على وضعهم وليس كل مريض بحاجة الى دواء أو جرعات
وتجرى له التحاليل اللازمة الخاصة بنقص المناعة وعندما يصل هذا النقص الى
حد معين من المرض يصبح بحاجة الى اعطاء الدواء المخصص له ويوزع مجاناً
للمريض، وذكرت د. عيازرة أن عدد المراجعين من بداية الشهر الرابع عام
2007 وحتى الآن بلغ /1700/ مراجع تم اكتشاف 5 أصابات فقط وهذه نسبة قليلة
ونتمنى أن تبقى هذه النسبة ضمن الحدود المعقولة.
أخطاء شائعة
وأشارت رئيسة المركز الى الأخطاء الشائعة لدى الكثيرين حول طرق انتقال
المرض وهذا ما يتم توضيحه خلال جلسات المشورة والحوار مع المراجع فقد
يعتقد الشخص أن علاقة واحدة تؤدي الى ظهور المرض انما تعدد العلاقات قد
تساعد إذا كان أحد الطرفين مصاباً بالمرضا والمرض لا يخلق بلا أسباب
وهناك ثلاث طرق أساسية لانتقال الفيروس هي: نقل الدم وهذا لا يتم إذا كان
عن طريق بنك الدم لأن جميع العينات خاضعة للفحص والاختبار وينتقل أيضاً
عن طريق الأم لطفلها إذا كانت مصابة خلال فترة الحمل بنسبة 20% إذا كانت
تتلقى العلاج ونسبة 40% في حال عدم المعالجة والحالة الثالثة هي إقامة
العلاقات الجنسية غير الآمنة.
وأكدت د. عيازرة أن اختبار الأيدز في الأشهر الماضية أصبح يفرض على
الشباب قبل الزواج وهذا ماطبق في محافظات درعا ـ طرطوس ـ اللاذقية في
عيادات ما قبل الزواج الى جانب اختبار التهاب الكبد وبعض الأمراض السارية
الأخرى وذلك للاطمئنان على صحة الشباب ولمعرفة فيما إذا كان هناك جدوى من
هذه الفحوصات.
وتمنت رئيسة المركز من الوسائل الاعلامية الإكثار من الحديث عن هذا المرض
وتوعية الشباب وألا يقتصر فقط الحديث عنه في اليوم العالمي للايدز.
400 ـ 600 مراجع يومياً
تشرين التقت الدكتور ممدوح النسلي رئيس مركز مكافحة الايدز ليحدثنا عن
واقع العمل بالمركز والتعامل مع المراجعين.
يقول الدكتور النسلي: يراجع المركز يومياً ما بين 400 ـ 600 مراجع، من
بينهم العراقيون المقيمون الذين يخضعون بدورهم للفحص أما عدد ا لاصابات
فكل سنة لها احصائية محددة فهذه السنة بلغت عدد الاصابات 35 اصابة في
دمشق وأضاف.. ان الخادمات والعاملات في الملاهي الليلية يخضعن للاختبار
كل ثلاثة أشهر وكذلك مرض غسيل الكلية وبالعموم المركز يستقبل كل شخص يريد
الاطمئنان عن وضعه أو يشك مجرد الشك وتجرى له الفحوصات اللازمة.
وأوضح الدكتور نسلي ان الاصابة بمرض الايدز له درجات وهناك بين حامل
الفيروس والمريض ذاته أي ان الايدز ينقسم الى قسمين في البداية يكون
الشخص حاملاً للفيروس وليس لديه أعراض ويمكن أن يعيش عشر سنوات وفي هذه
الحالة يكون الجسم أقوى من الفيروس وعندما يضعف الجسم تظهرلدى المصاب
الأعراض.
طبعاً العلاج تحدده منظمة الصحة العالمية ومؤلف من ثلاث أدوية.
مراحل تهيئة المريض
ثم تبدأ مرحلة اخبار المريض ومواجهته بالحقيقة ومن ثم جلسات تهيئة نفسية
لارشاده والتخفيف من أزمته النفسية وكيف سيتعامل مع من حوله ومع أهله الى
أن تصبح العلاقة طيبة بين الطبيب المعالج والمريض مع الحفاظ على سرية
المرض نزولاً عن رغبة المريض.
قام البرنامج الوطني لمكافحة الايدز بدراسة حول المعرفة والموقف والسلوك
لعينات من شرائح اجتماعية مختلفة قد تكون معرضة أكثر للاصابة بمرض الايدز
منهم: الشباب البعيدون عن ذويهم ـ العاملون في مجال البحارة ـ سائقو
الشاحنات لمسافات طويلة اخترنا بعضها وخلصت الدراسة الى النتائج التالية:
الشباب البعيدون عن ذويهم
ـ 83% من الشباب تعرضوا لضغوط من الأصدقاء لإقامة علاقات جنسية.
ـ ان ممارسة الجنس بين الذكور هي أكثر من الإناث.
ـ 77% من الشباب أجروا اختبار الايدز بشكل طوعي للاطمئنان.
ـ 34% يطالبون بضرورة وجود مراكز مشورة.
ـ بالنسبة للمعرفة بمرض الايدز:
1 ـ أكثر من 75% يعرفون ثلاث طرق للوقاية من الايدز بينها الواقي الذكري
«الفرق بين المعرفة والسلوك».
2 ـ 55.5% فقط قالوا ان المصاب بالفيروس يمكن أن يكون سليم ظاهرياً.
ـ 18.1% يعتقدون أن الاحتمال وارد لإصابتهم بالإيدز.
ـ 22.5 فقط أجروا اختباراً طوعياً.
ـ 43.2% اعتبروا ان أفضل الوسائل التي تقدم للشباب للوقاية من الأيدز عن
طريق التوعية والمحاضرات والندوات و......
العاملون في مجال البحارة
خلصت الدراسة أن 99.5% سمعوا عن الايدز ونسبة 95% لديهم معرفة لحماية
أنفسهم بالعفة والامتناع عن الممارسات الجنسية خارج الزواج.
أما بالنسبة للسلوكيات المتعلقة بمرض الايدز تبين أن:
ـ 36% من العاملين في مجال البحارة زملاؤهم لديهم ممارسات جنسية عابرة.
ـ 34% ممارسات خارج إطار الزواج.
ـ 80% منهم كانت مع شركاء غير سوريين.
ـ 41% مارسوا الجنس لأول مرة بعمر 14 ـ 18سنة.
ـ 48% لديهم ممارسات خارج إطار الزواج خلال العام الماضي.
ـ 75% لديهم ممارسات خارج إطار الزواج مستخدمين الواقي الذكري.
ـ 92% من البحارة أجروا الاختبار للإيدز.
ويعتقد العاملون في هذا المجال ان ظروف العمل تعرض البحارة الى:
45.2% ممارسات جنسية عابرة.
14.2% علاقات جنسية مثلية.
10.6% استغلال جنسي لا سيما العمال الصغار في السن.
14.6% تعاطي مخدرات.