رسالة من السيدة إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة

كتبها Administrator الخميس, 24 نوفمبر 2011 15:41

طباعة

رسالة من السيدة إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو
بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
25 تشرين الثاني/نوفمبر 2011
إن العنف ضد المرأة يضرب مجتمعاتنا في الصميم. إنه يمثل انتهاكاً وحشياً لكرامة الأفراد وإهانة لحقوقهم الإنسانية. وهو يحط من كرامتنا جميعاً. ويشكل هذا اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة فرصة للتعاضد من أجل وقف هذا العنف.
ولا يعرف هذا العنف أي تمييز. فيمكن أن يكون بدنياً أو جنسياً أو نفسياً أو اقتصادياً. ويمكن أن يحدث أثناء نزاع أو وقت السلام. إنه يصيب النساء من جميع الأعمار والأصول والطبقات الاجتماعية. وهو يشمل كل ثقافة ومنطقة في جميع أرجاء العالم.
ويخلّف العنف آثاراً مدمرة - بالنسبة للأفراد والمجتمعات المحلية والمجتمعات بشكل عام. وهو يؤثر على صحة النساء. كما يؤثر على قدرتهن على المشاركة مشاركة كاملة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والعامة. وهو يعزز أشكال التمييز والحرمان الأخرى. ويمنع المجتمعات من تحقيق تنمية استيعابية ومستدامة، ويقوّض الجهود المبذولة لبلوغ الأهداف الإنمائية للألفية.
وقد أصبحت الحكومات تتخذ إجراءات للقضاء على العنف ضد المرأة. كما أعد المجتمع الدولي اتفاقيات وسياسات تسعى إلى منع العنف والقضاء عليه. وعلى الرغم من كل ذلك، تظل مستويات العنف مرتفعة، مما يقتضي تعبئة أكبر واتخاذ إجراءات أكثر صرامة.
وتساهم اليونسكو في هذا الكفاح من خلال البحوث المعمقة التي تجريها في الأسباب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية الأساسية لهذا العنف. واستناداً إلى المعارف التي نكتسبها في هذا الصدد، نتعاون مع واضعي السياسات لتحديد استراتيجيات جديدة لدرء العنف، ونساند النساء اللواتي يتأثرن بالعنف لتمكينهن من إيجاد استراتيجيات لمقاومته. كما نعمل على إشراك الصبيان والرجال في هذا الصدد من خلال تنظيم حملات وقائية لتغيير أنماط السلوك وإشراكهم بنشاط في الأنشطة الوقائية.
ويتمثل هدفنا بالتالي في إمكانية التخلي عن إحياء هذا اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة. فالعنف ضد المرأة يضعف المجتمعات ككل. وعلينا أن نعزز كرامة كل فتاة وامرأة وأن نحمي حقوق الإنسان الخاصة بكل عضو من أعضاء المجتمع. وهذه هي الأسس التي تتيح المزيد من الشمول والاستدامة والسلام في القرن الحادي والعشرين. وهذه هي التزاماتنا اليوم.

إيرينا بوكوف